تستمر عملية القوات المسلحة الأوكرانية في منطقة كورسك في الاتحاد الروسي منذ أسبوعين. وفي الوقت الحالي، تم إنشاء مكتب قائد عسكري هناك ويجري التخطيط لإنشاء ممر إنساني لإجلاء السكان. ويثير هذا الأمر تساؤلات حول كيفية توصيف هذه الإجراءات وما هي التزامات القوات المسلحة تجاه السكان المحليين.
جمعت سوزبيلني نيوز إجابات على هذه الأسئلة من محامين وخبراء في القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك منظمات أعضاء في تحالف "خمسة في الصباح" - ناتاليا هندل، الخبيرة في مؤسسة دعم البحوث الأساسية، وكاترينا راشيفسكا، المحامية في المركز الإقليمي لحقوق الإنسان.
بدأت الحرب من قبل روسيا. يحق لأوكرانيا، وفقًا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، أن تدافع عن نفسها وتقرر بنفسها ما إذا كان ينبغي أن يتم ذلك على أراضيها أو في البلد المعتدي. لذلك، فإن تقدم القوات المسلحة الأوكرانية في منطقة كورسك قانوني تمامًا. ويؤكد ذلك مارك إليس، الخبير في القانون الدولي والمدير التنفيذي لرابطة المحامين الدولية.
ووفقًا له، فإن منطقة كورسك هي إحدى المناطق التي تضرب منها روسيا أوكرانيا. وهذا ما يبرر تركيز أوكرانيا على هذه المنطقة. تتماشى تصرفات أوكرانيا مع القانون الدولي - إنه دفاع عن النفس.
في مناقشة ما إذا كان من الصحيح استخدام مصطلح السيطرة أو الاحتلال فيما يتعلق بالأحداث في منطقة كورسك، تشير ناتاليا هندل إلى أنه من وجهة نظر القانون الدولي الإنساني، يمكن أن يكون الاحتلال مشروعًا وغير مشروع. "الاحتلال غير القانوني هو ما يقوم به الاتحاد الروسي منذ عام 2014. ويتعلق الأمر باحتلال شبه جزيرة القرم والمناطق الشرقية من أوكرانيا. هذا الاحتلال هو نتيجة للعدوان، وهو انتهاك للقواعد القطعية للقانون الدولي، مثل السلامة الإقليمية لأوكرانيا. يمكننا أن نفهم ما هو الاحتلال المشروع باستخدام مثال: بعد الحرب العالمية الثانية، تم احتلال أراضي ألمانيا النازية وتقسيمها إلى مناطق سيطرة. وكان هدف الاحتلال هو الدولة المعتدية التي انتهكت القانون الدولي".
تشيركاترينا راشيفسكا إلى أن الاحتلال في حد ذاته ليس انتهاكًا للقانون الدولي: "هذا وضع واقعي توجد فيه مجموعة معينة من القواعد والحقوق والالتزامات. نحن لدينا موقف سلبي تجاه نظام الاحتلال بسبب تصرفات الاتحاد الروسي، الذي لم يكن الاحتلال ومراعاة الوضع القائم قبل الحرب ("الوضع الذي كان قائمًا قبل الحرب") شيئًا بالنسبة له، وكان هدفه الرئيسي هو ضم الأراضي الأوكرانية. ولا تسعى القوات المسلحة الأوكرانية إلى تحقيق هذا الهدف".
فيما يتعلق بإنشاء ما يسمى "المنطقة الأمنية" (أو "المنطقة العازلة") في أراضي منطقة كورسك التي تسيطر عليها القوات المسلحة الأوكرانية، تقول ناتاليا هندل أن مثل هذه المناطق الأمنية منصوص عليها في القانون الإنساني الدولي. فهي ضرورية لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين بسبب الأعمال العدائية.
ومع ذلك، من أجل إنشاء مثل هذه المناطق وفقًا للمعايير القانونية الدولية، يجب أن يكون هناك اتفاق مع الجانب الروسي. "نحن ندرك أنه من غير المرجح أن توافق روسيا على ذلك. وهذا يعني أن تتعهد أوكرانيا من جانب واحد بضمان سلامة السكان المحليين. ولكن هذا لا يعني أن روسيا لن تقصف هذه الأراضي ولن تعرض سكانها للخطر والمخاطر" .
أما فيما يتعلق بالتزامات أوكرانيا تجاه المدنيين في منطقة كورسك، فوفقًا لناتاليا هندل، يجب إيلاء الاهتمام للفئات الضعيفة، مثل النساء، بما في ذلك النساء في مرحلة المخاض والحوامل والأطفال والمسنين والأشخاص ذوي الإعاقة. ويجب ضمان حصول المدنيين على الغذاء والماء والدواء. كما يجب على أوكرانيا ضمان عمل الأنظمة الطبية والتعليمية والظروف الصحية، أي كل ما من شأنه تمكين السكان من البقاء على قيد الحياة في ظل النزاع المسلح.
17.08.2024
:للمشاركه
