المؤلف: غوندوز ماميدوف، دكتوراه في القانون، نائب المدعي العام لأوكرانيا في الفترة 2019-2021، خبير في ائتلاف "أوكرانيا. خمسة في الصباح"
لكل حرب قواعدها. مهما بدا الأمر غريبًا في الظروف التي يعيشها كل أوكراني الآن. تُظهر لنا كل حرب أن هذه القواعد تُنتهك باستمرار. وهذا يشير إلى أن حتمية العقاب هي وحدها التي يجب أن تقرب العالم من السلام المستدام.
خلال أكثر من 10 سنوات من الحرب، شهدت أوكرانيا العديد من الجرائم الفظيعة. هناك العديد من الندوب في أوكرانيا: ندوب على أجساد الناس ومصائرهم. وأيضًا على أرضنا: آلاف المنازل المدمرة والمستشفيات والمدارس ورياض الأطفال. هناك المئات من غرف التعذيب وقبور لا تحصى لمن ماتوا بسبب الحرب.
كل يوم، تزداد هذه الندوب يومًا بعد يوم. ومع ذلك، حتى في مثل هذه الظروف، هناك جرائم لا يمكن أن تترك أي شخص غير مبالٍ. والصاروخ الذي سقط على "أوخماتديت" هو بالتأكيد من بينها.
"أوخماتديت" هو أكبر مستشفى للأطفال في أوكرانيا. وهي المؤسسة التي تعالج أخطر تشخيصات المرضى الصغار، بما في ذلك السرطان. بالنسبة للكثير من الأطفال، هذه هي الفرصة الأخيرة للتعافي واستعادة صحتهم وحياتهم الكاملة وطفولتهم. إن الإصابة بالصاروخ أمر يمكن أن يكون له عواقب لا يمكن إصلاحها ليس فقط بسبب الإصابات، ولكن أيضًا كنتيجة غير مباشرة. بالنسبة للكثير من الأطفال، فإن الإجهاد ومجرد التواجد في ظروف غير معقمة يشكل تهديداً لهم.
ووفقًا لوزارة الصحة، فقد تضرر العديد من أقسام المستشفى: فقد دُمر مبنى علم السموم الذي يضم قسم التسمم المزمن والحاد بالكامل؛ وتحطمت جميع النوافذ تقريبًا في المبنى الجراحي القديم، وتضرر قسمان للجراحة وقسمان للجسم ووحدة العناية المركزة ووحدة العمليات؛ وفي المبنى الجديد تضررت ثمانية أقسام للجراحة، وخمسة أقسام للأورام، وقسمان للعناية المركزة، ووحدة العمليات، وقسم الأشعة والعلاج الإشعاعي.
في وقت سقوط الصاروخ، كان هناك أكثر من 600 مريض ونفس العدد تقريبًا من الأطباء، بالإضافة إلى الأهالي والزوار. ولا يزال العدد الدقيق للضحايا غير معروف حتى الآن، حيث لا يزال العمل جارياً على إزالة الأنقاض.
عندما ترى مثل هذه الجرائم، من السهل جدًا أن تبدأ في تقييمها من حيث الخير والشر. وهذا أمر طبيعي. ولكنني أعتقد أنه من المهم بنفس القدر إجراء تقييم قانوني لها وتقديم جميع المسؤولين عنها إلى العدالة: المنظّرين والقادة والجناة المباشرين. فالهجوم الصاروخي على مستشفى أخمديت يحمل كل سمات جريمة الحرب.
09.07.2024
:للمشاركه
